إنّ أهميّة جوهر الإنسان تأتي من أنّها تحدّد شخصيّته في الحياة
وطريقة تعامله مع النّاس ومدى انضباطه والتزامه بالقيم
والمبادئ والأخلاقيات، فالإنسان إذا وُجِدت عنده فضيلة الصدق
كان صادقاً في تعاملاته مع الناس واستطاع أن يبني الثّقة معهم،
وكذلك الحال مع كلّ الأخلاقياّت التي تعكس صورة الإنسان الحقيقيّة
بدون تزييف، فالإنسان كما في الحكمة الشّهيرة مخبوء تحت لسانه
الذي يعبّر عمّا بداخله من أحاسيس وقيم وانفعالات، وقد أكّد
النّبي عليه الصّلاة والسّلام على أهميّة الجوهر حينما قال:
(النّاس معادن كمعادن الذّهب والفضة، خيارهم في الجاهلية خيارهم في
الإسلام إذا فقهوا)، فلكلّ إنسانٍ معدنه الذي يعبّر عن أصالته
التي لا تتغير بتغير الأحوال والظروف.