الخيل: صفاتها وأعمارها وعدتها .
قال تعالي " وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ۚ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ "
والخيل يسمِّيها أهل البادية بحصان وفرسٍ وجواد؛ ويقولون عنها كوت ونقمال وسابق، ولها نعوت كثيرة،
وتسمَّى عند الولادة (فلو ، فلوة)
وبعد سنة يسمَّى حولي،
وبعد سنتين جذع،
ومن ثلاثة سنوات رباع،
وفي هذه المراحل يقصون شعر الذيل نهائياً، ويسمُّونه (محسلك)،
وفي هذه المرحلة يضعون عليه السرج ويقولون "سارز"، أي يستطيع حمل العدَّة
والفارس،
ثم خماس يقصُّ ذيله على حافة عصا الذيل، ويسمَّى مقبوب،
ثم سداس ويقص ذيله على شوكة العرقوب، أول قرح ويقصّ ذيله على القزعة عند نهاية الرجل،
ثم ثاني قرح وثالث ورابع ويكون ذيله كامل النمو، ويسمَّى (ساحب) ويقال (مركوب وجاضور)، ويقال عند الهرم (عود أو عودة) ويسمَّى سبيب الرقبة (نصي)، وعند الرأس يسمَّى (قصَّة) وعند بداية الرقبة (عرف).
وتسمَّى بألوانها : خضر وحمر وأبيض وأشقر وأزرق ،
ويقال عن الأزرق أي الأسود أدهم ، و إذا كان أحجل أي بأرجله بياض فهو عندهم " حجل امجبَّر بالسواد"
يقول الشاعر خالد ارميله في وصف الجواد :
يجوها علي كل مكروم معَ أمَّه مكمِّل أسنانه
حولين ما هوش مفطوم اكبر امعاه تغضيب جانه
له ثلاث خرفان مجلوم رباع عنصلت كشتوانه
خضر لون يسواد بحموم دخان نوّ ثابن غصا نه
اذراع نمر تلقاه مرشوم مبدِّل لبوست الوانه
يجَّالب كما موج ديموم مساره أوقات اضولانه
ويقول آخر:
أزرق منقرش لون له نخضاره دخَّان رمث في جورة أمطار شديدة
ويعرف الحصان الممتاز بواسطة علامات يعرفها السائس،
يقال لها (البراريم) وهي كثيرة،
أهمُّها (بريمة الركاس) وهي وراء الأذنين بقليل، إذا وجدت فإن صاحب المركوب تكثر عنده الغنم،
و(بريمة العذار) وهي أسفل الحنك،
وبريمة (الشريحة) في الصدر، ويقولون (بريمة الشريحة ضامنة لكل فضيحة)، وبريمة الجبهة واحدة، براريم الخير في السمانيس فوق الكليتين، ومن الغريب أنه لا يوجد في الخيل حبل سرَّة، أي مشيمة.
وللحصان أدواته الخاصة التي لابد منها:
منها المخلاة التي يأكل فيها، يوضع فيها العلف، وتعلُّق على رأسه، وفيها العلوق.
والطرَّاحه وهي سلسلة من الحديد أو حبل متين يربط في موثق مثبت في الأرض، وعند نهايته حلقتان مثبتتان إحداهما في الأخرى، بطريقة تسمح بدورانهما حول بعضهما وتسمى "المدور"، ثم "الهجار" وتربط به الرجل الأمامية والخلفية،
و"القيد" تربط به الرجلان الأماميتان،
و"العدَّة" أي السرج، وتتكون من السرج ويسمَّى الكتب، وهو مصنوع من الخشب المتين، وعليه جلد مخروز،
والاجناب وتسمى الشواطر، ومثبت بها حلقتا الركاب، وبها سير من الجلد لتثبيت الركاب لتطويله وتقصيره حسب رجل الراكب، ويسمَّى الدوالات، وتحت الحلقات جلد يسمَّى (الشاريت)، ليمنع الاحتكاك بجلد المركوب،
ثم البدود وهي خمسة، وهي بألوان مختلفة أبيض وأحمر وأخضر وأزرق وأشهب،
ثم الشريحة وهي لربط العدة وتثبيتها على ظهر الحصان،
والدير وهو يمنع العدَّة من الرجوع إلى الخلف،
ثم الجلال وهو مصنوع من الغزل، يوضع أعلى العدة، وبه فتحتان ليخرج منهما القربوز، وهو مسند أمامي للعدة،
والقصعة وهي مسند خلفي، وذلك لحفظ الراكب من الانزلاق إلى الأمام أو إلى الخلف،
ثم اللجام ويوضع في فم ورأس الجواد، وبه جدائل جميلة تتدلى على خدِّي الجواد، تسمي العذارات.
وللجواد الأصيل صفات وملامح و براريم وهي دوائر من الشعر في أماكن مختلفة من الجسم، يعرف بها جودته. ويطلقون اسم كديش على الجواد الذي ليست به صفات جيدة، ويطلق على الخيل من هذا المنطلق "نواصي". والخيل تجذب الخير وأحياناً الشر. ويقال في المثل "نواصي وعتب وبعض من الذريَّة". وكلمة النواصي تشمل المرأة أيضاً، والعتب عتبة الدار. وكما يوجد في الخيل "عطيب"، يوجد في الفرسان عطيب، ويقال في المثل "يا ويل الخيل من ركَّابة السوء". وقد كانت الخيل لا يركبها إلا شيخ أو رجل ثري، وليست مباحة للعامة