نسمة هدوء مراقبة عامه
رقم العضوية : 98 عدد المساهمات : 14380 العمر : 39
| موضوع: الترجيب أو التجبير من التراث الليبي الثلاثاء نوفمبر 08, 2016 4:26 am | |
| و "التجبير" [size=26]"الترجيب" هو فنّ مداعبة الطفل واللعب معه وإضحاكه وإسعاده ، ويكون ذلك بغناء الأمّ لأبياتٍ شعرية قصيرة التشطير ، خفيفة الإيقاع ، مصحوبة بحركة رياضية راقصة يستمتع بها الرضيع كثيراً ، وتتمثّل في وضع الأمّ ليديها جهة إبطيه ، وهي تواجهه ، ومن ثمّ تقوم بهزّه برفق وتناسق إلى اعلى فأسفل ، وهكذا بإستمرار على إيقاع لحن كلمات "التجبير" التي تبدأ عادة بما تحفظه الأمّ من هذه الأزجال لينتهي بها الحال سريعا إلى التأليف والإرتجـال . وعلى قدر إستمتاع الرضيع بحركة وإيقاع "الترجيب" على قدر إستمتاع الأمّ بهذه اللحظات الفرحة التي تسرقها من واجبات عملها اليوميّ لتقضيها مع وليدها في لهوٍ وحلم ، وهي ترسم ، كفأل خير ، "سيناريوهات" مستقبله السعيد بإذن الله . فهذه الأمّ التي "تجبّر" طفلها من "المدينة القديمة" تتخيّل الإزدحام الشديد للأحباب والأصحاب في موكب عرس وليدها مستقبلا وقد ساروا بـ "القفّه" من "زنقة الأربع عرصات" مصحوبة بـ "الزمزامات" وبـ "النوبه والغيطه" ، وتتفنّن الأمّ في وصف الموكب التخيّلي لتفتخر بعدد السلال التي وضعت فيها هدايا العروس ، والتي تصل الثلاثة عشرة "سابات" ، وهي تقول الرقم متعمدة واحد وإثنا عشر ليرنّ العدد في الأذن أكثر بقليل من ثلاثة عشر !! ، وتواصل الحلم فتصف كيف أن في مقدمة هذه الهدايا "دبالج الذهب" العريضة لزينة الذراعين ، وهي تلوح كالجمر الأحمر المتوهّج ، موضحة بأن من تفنّن وصاغها قد توفّي فلن تُصنع مثيلاتها لأحدٍ من بعد ذلك ! .. يَا جبْرَاتْ ويَا جبْرَاتْ قفّة ولدي بالدعكاتْ يَا جبْرَاتْ ويَا جبْرَاتْ خطمت مالاربع عرصاتْ نوباجيّه وزمزامات واحد وإطناش الساباتْ ودبالج كيف الجمّرات صايغهم قاللولي ماتْ يَا جبْرَاتْ ويَا جبْرَاتْ قفّة ولدي بالدعكاتْ وهذه الأمّ من الباديه تدعو الله تعالى أن تصحب بركة الأولياء الصالحين "سيدي القمودي" و "سيدي الصيد" وليدها حتى يكبر ويصبح رجلا قويّا يحرث البرّ ويأتي لها بالخير الوفير ليدرأ عن أسرته شرّ المجاعة ، ولتتصدق هي من بعد ذلك على الجائعين والمحتاجين .. بِيكْ جْبَرّ وبِيكْ جْبَرّ القمّودي والصِيد حضرّ مع وليدي حتى يكبرّ بِيكْ جْبَرّ وبِيكْ جْبَرّ وإنشاء الله تحرث في البرّ وتجيب الحِملْ مكَعبرّ ناكل ما يقتلني شرّ ونعطي للجعّان أكثرّ بِيكْ جْبَرّ وبِيكْ جْبَرّ يا سلّم ولدي لنقرّ أمّا هذه الأمّ فهي ، وفي مداعبة حلوة ، تحذّر وليدها من نسيانها عندما يكبر ويبدأ في السماع لزوجته ، فيأتي باللحم في كمّ ثوبه الفضفاض ، ويمرّ بعيدا عن بيت أمّه كالغريب ليعطي اللحم ، كل اللحم ، للزوجة !! .. دِقْدَاني يا دِقْدَاني رَانِك تُكبرْ تَنساني دِقْدَاني يا دِقْدَاني تَاخِذ كلامْ أمّ حنَاني تجيِب اللحمه في كُمّك وتحيّد عن دار أمّك وتعمل روحك بُرّاني دِقْدَاني يا دِقْدَاني رَانِك .. رَانِك تُكبرْ تَنساني ويتحوّل "التربيج" في بعض الحالات إلى فضاء حرٍّ للتنفيس والمشاكاة ، فتناجي الأمّ الصغير ، وكأنه يعي ما تقول ، بما تعانيه من تحكّم والده ، زوجها ، وشدّته وكلامه الناريّ الموجِع ، لتُعلم الصبيّ أنها ستتحمّل وتبقى في البيت فقط لأجله هوّ .. والله يا لُولاَ وِلْدِيّ نطّلّق ما عاد إنْجِي وكان يديرولي زُرّاقَه وخلال يميّل كَتْقِي لا نِحْمِل شِدّة باباك ولا نِحْمِلْ بُوكْ ولا صدَاعه ولا كلامه كِيف الطُبّاعه ويِن ينوض يوجّعني والله يا لُولاَ وِلْدِيّ نطّلّق ما عاد إنْجِي وتواصل الأمّ الحلم عبر "التجبير" فتجزم أن وليدها لن يتزوّج من الغريبات بل من إبنة عمٍّ له لا يمكنها أن تغضب منه ، وتشرح كيف أن غذاء إبنها مع هذه الزوجة القريبة ، المحبّة والمطيعة سيكون جاهزا على الدوام ، يكفيه وضيوفه متى ما طلب ، وتختم الأم "التجبير" بدعوة خيّرة للخال أولاً ، لضرورة التقفية لا غير ! ، ثمّ للعمّ ، ثمّ لكافة الجيران .. دَامْ دَامْ دَامْ ودَامْ دَامْ دَامْ وياخِذْ كَان بنَاتْ العَمّ دَامْ دَامْ دَامْ ودَامْ دَامْ دَامْ لا تُحْرِجْ لا تتطمْطِمّ عِيشَه في القِدر مجمّمّ ووين ينادي تقول نعمّ دَامْ دَامْ دَامْ ودَامْ دَامْ دَامْ إنشاء الله ما يَلْفَالَه هَمَّ لا في خّالْ ولا فِي عَمّ ولا في شارعْنَا مِلتَمّ وإذا ما كان المولود أنثى ؟.. إذا ما كان المولود أنثى ، فإن الأمّ ، وربّما كردّ فعلٍ تجاه إحباط الزوج وأهله الراغبين في وليد ذكر يعين على الحرث والرزق ، تتفنّن في صياغة "التربيج" المناسب والمعبّر عن فرحها "بونيسة" لها من جنسها ، وتشبّه في "تربيجها" سعادتها بعطيّة الله هذه ، بفرح اليتيمة بالأخ الشقيق ، وفرح الجائعة باللحم والغذاء .. سعْدِي سعْدِي بِبنْتِيّ أعطاهالي سِيدي رَبّيّ سعْدِي سعْدِي بِبنْتِيّ سَعْدْ القَزّونَه بوخَييّ وسَعْدْ القُرمانه بِجْدَيّ سعْدِي سعْدِي بِبنْتِيّ أعطاهالي سِيْدِي رَبّيّ أعْطَاني بنَيّه تونّسنِي وتستبشر الأمّ وتتفائل بأن يكون مقدم هذه البنيّة الحلوة مقدم ربح وخير على العائلة ، متخيّلة إياها العروس التي كبرت وقد تلاعب الريح بخصلات شعرها على الجبين ، فيما يتلامع حليّها وقد نظم معه الطيب من المرجان والشيح .. يُومّ ربِيحْ ويُومّ ربِيحْ قصِيْصَه ييهفْهِفْ فيها الرِيحْ يُومّ ربِيحْ ويُومّ ربِيحْ يا سَالِفْ بالخُرص يميحْ وتِكلِيلَه بمُرجانْ وشِيحْ يُومّ ربِيحْ ويُومّ ربِيحْ قصِيْصَه ييهفْهِفْ فيها الرِيحْ وحتى تضمن الأمّ مشاركة الزوج فرحها الغامر بمجيء إبنتها ، فإنها تمعن التفكير كيف يمكن أن تعوّض هذه "المزيوده" ما يمكن لصبيّ أن يفعل ليعاون والده على المعيشة ، ولا تعدم الأمّ الحيلة ، فالرجال يحبّون الفأل الحسن ، ولذا فإنها وبعد أن تطمئن زوجها بأن "بو البنات مرزوق" ، تدعو له أن يعثر ، بسعد المولودة ، على كنزٍ من العملات الذهبية !! .. جِبْرِيره يا جِبْرِيره يا طَيّحْ سِيدِكْ فِي ذخيرهْ جِبْرِيره يا جِبْرِيره يَلْقَاها صَفره لِيره جِبْرِيره يا جِبْرِيره يا طَيّحْ سِيدِكْ فِي ذخيرهْ ثم تبدأ الأمّ صياغة "سنياريوـ الحلم" لعرس إبنتها ، فتشير إلى رفض العمّ ، وهنا العمّ أولاً لا مناص ! ، ومن ثمّ الخال للمئات من الخطّاب ممن تقدموا لطلب يد إبنتها الجميلة كالغزال ، فالعمّ يحتاجها لغسل "حوليه" ، فيما يرى فيها وفي محنّتها وملامحها شقيقة غالية ثانية .. يا جَبْرِيّه يا جَبْرِيّه يا سَلِّم بنت المِسْمِيّه يا جَبْرِيّه يا جَبْرِيّه خطّابك جُونِي بالميّه خطّابك وين جوّ للعمّ قاللهم هذا ما يتمّ ما نعطي سِمحْ المَحزِمْ نبّيها تُغسِلْ حُوليّا يا جَبْرِيّه يا جَبْرِيّه يا بنيّه والزِينْ ثريّا خطّابك وين جوّ للخَالْ قاللهم هذا مُحَالْ ما نَعْطِي رِيم الجفّالْ نبّيها تولّيلي وخَيِّه يا جَبْرِيّه يا جَبْرِيّه يا سلّم لي بِنْتِي ليّا ولمّا كان الزواج سنّة الله في خلقه ، فقد تمّ إقناع الخال والعمّ بتزويج الصبيّه ، ولكن بمهر يليق بمثيلاتها ، وفي عرس حافل مشهود يعجّ بالمئات من الأقارب والأحباب والأصحاب والجيران .. جبْرِتْهَا يا جبْرِتْهَا ومِيّه تلاقي جِحفِتهَا وميّه وثلاثين فقيرْ اللي جُونِي في خُطْبِتْهَا وميّه وثلاثين جمَلّ اللي جُونِي في كِسْوِتْهَا جبْرِتْهَا يا جبْرِتْهَا المُوتْ الشِينه ما رِتْهَا جبْرِتْهَا يا جبْرِتْهَا ترفَع غير عدوّتْهَا وبعد أن تطمئن الأمّ إلى أن كافة أعداء إبنتها من الحاسدات قد أُزحن عن طريق سعادتها ، تقسم أنه إذا أطال الله في عمرها وعمر طفلتها ، فإنها ستحرص أن يكون حفل زفاف إبنتها ، ممتداً بإمتداد الليل ، صاخباً بإيقاعات الغناء وأصوات الرصاص المدويّ من بنادق الإخوة والأهل حتى لتفزع كلّ ناعسة من نومها العميق ! .. يَا جَبْرَاتْ ويَا جَبْْرَاتْ وقالولي عدوّ بِنْتِي مَاتْ يا الليلْ ويا الليلْ كانْ عِشْتِي والعُمرْ طويل رُغّاطَه لإنفَاصْ الليلْ وبَارُودْ مصَمْصُم وثْقِيلْ ينوّض نوم النعّاسَات يَا جَبْرَاتْ ويَا جَبْْرَاتْ وقالولي عدوّ بِنْتِي مَاتْ "التجبير" لعبة الإيقاع والتكرار.. والمحبّة ويُلاحظ على "التربيج" أنه يبتديء ويُوشّي الأبيات بكلماتٍ إيقاعيةٍ جذّابة ، أحيانا يكون لها معنى ومدلول وأحياناً لا يكون ( دَامْ دَامْ دَامْ ، جَبْرُوتَا يا جَبْرُوتَا ، دِقْدَاني يا دِقْدَاني ، جَبْرُورَه يا جَبْرُورَه ، لولا لي ولولا لي ، بيك سعدْ وبيك سعدْ ، زِينه زِين وزِينه زِين ) ، وهذه الكلمات تتكرّر قبل وبعد كل شطرة من الشطرات المتكاملة في تربيج الأمّ بإستمرار ، ويبدو أنّها تعوّل عليها كإيقاعٍ متواصلٍ للغناء ، كما ان تكرارها يعطيها فرصة التفكير لإرتجال الشطرة اللاحقة ، وعلى الرغم أننا ، وللتوضيح فحسب ، أثبتنا النصوص كتابة دون تكرار ، فإن التربيج كما سمعناه يغنّى ، وبالمناسبة فإنه يُغنّى في مقام البياتي ، ويكون ، بالتكرار والتنقّل بين القوافي ، أقرب إلى الأسلوب التالي : جبْرَارَا جبْرَارَا جبْرَارَا جبْرَارَا يا جبْرَارَا جبْرَارَا يا جبْرَارَا يا سكّر مافِيه مرَارَه يا جبْرَارَا يا جبْرَارَا يا طْعَامْ مشرّتع في داره هي جَبْرتَه جَبْرتَه جَبْرتَه جَبْرتَه جَبْرتَه يَا جَبْرتَه هي جَبْرتَه جَبْرتَه ما يبكيش بعَبْرتَه جَبْرتَه جَبْرتَه جَبْرتَه جرِيدِي هِكّي كَبْرتَه لعلنا في حاجة إلى تأصيل الكلمتين "تجبير" و "تربيج" ، وبالرجوع سريعاً إلى مادة (جبر) في لسان العرب نجد فيما نجد ( الجبر أن تُغني الرجل من الفقر ، أو تجبر عظمه من الكسر" وهذا يبدو الأقرب إلى أصل كلمة "تجبير" ، فهو يتماشى تماما مع قول الأمّ على سبيل المثال " بيك جبر وبيك جبر " وكانها تقول لوليدها : " أن الله قد جبر حالنا بمجيئك" ، كما نجد أيضا معنى آخر للكلمة ( تجبّر النبت والشجر : أخضرّ وأورق ) وهذا قد يتناسب مع حال الرضيع الذي تمسك به أمّه بين يديها "تجبّره" متمعّنة في تفاصيل نموّه كل يوم . أمّا مادة (ربج) فإننا نجد ضمن معانيها ( الرابج : الممتليء الريّان ) وهذا يقارب لواقع الحال من أن الأمّ لا تلاعب طفلها إلاّ بعد شبعه وريّه ، أمّا ما بدا لي الأقرب لأصل كلمة ( تربيج ) فهو ذاك المعنى الذي يورده اللسان ( .. ورجل ربّاجي يفتخر بأكثر من فعله .. ) ، فالأمّ ، وكما نلاحظ من النصوص السابقة وغيرها ، لا تألوا جهدا في ( تربيج !!) طفلها بالقول أنه الفارس المقدام ، والجواد الغنيّ ، والعالم ، وكيف أن عرسه لن يكون له مثيل ، وهداياه لا تناظرها هدايا ، وعروسه أجمل وأروع النساء .. الأمر الذي لا أشكّ في أنكم توافقونني الرأي أن به بعض المبالغة .. خاصة عندما يكون الحديث عن رضيعٍ لم يتعد بضعة أشهر من العمر !! [/size]...
أغاني ترقيص الأطفال
أغاني ترقيص الأطفال كما يعرِّفها عبد السلام قادربوه في كتابه ( أغنيات من بلادي ). " هي نصوص طويلة وجميلة في ألعاب البنات ،وقصيرة قد تكون مجرد نداءات عادية في ألعاب الذكور ، وذلك لأنهم يعتمدون في ألعابهم علي الحركة والتنقل ، بعكس البنات اللاتي يعتمدن في ألعابهن على التحرك في رقعة ضيقة ،ومن ثم يكون البديل للحركة هو الغناء". أغناني أو الترقيص الأطفال، وهي تمتاز بإيقاعاتها السريعة ، وموسيقاها المرحة، ونستطيع أن نلمح في هذه الأغاني الظواهر التالية:- التفاخر بالحسب والنسب ، والكثرة، ومكانة الآباء ،والأجداد. تقدير المجتمع للذكور ، وتفضيلهم علي الإناث ، وذلك باستعمال عبارات واضحة مباشرة لا مجال فيها للتأويل.
تأكيد الدور الأمثل للمرأة في نظر المجتمع ، وهو الذي يتلخص في تربية الأطفال، ورعاية شؤون الزوج والبيت ، والتمسَّك بالشرف. تتعدَّد أغاني ألعاب الأطفال ، ولكنها تنقسم إلى قسمين رئيسين: الأول أن يقوم إنسان كبير بتلعيب طفل صغير ، والثاني أن يقوم الأطفال باللعب ،وحدهم ويرددون بعض الأغاني سواءً كانت فردية أو جماعية؛ أو كانوا أطفال ذكور أو إناث ،ومن القسم الأول نختار أشهر الأهازيج التي مازلت تردد حتى يومنا هذا ، وتسمي شعبياً باسم (الدبَّاخ) ،وهي أن يمسك الشخص الكبير بيد الطفل اليمنى ،ويضع كفه على كف الطفل بشكل الضرب الخفيف ،وقد أورد الباحث أحمد بوزيد في مخطوط كتابه ( ومضات من التراث الليبي ) هذه النماذج:- دبَّاخ .. دبَّاخ .. دبَّاخ اجريو المراح .. لغا الحليب وراح يا راعي الشويهات ريتشي جديات ؟ ويرد الطفل : لا.
،ومن ثم يمسك بأصابع يد الطفل ويقول: هذا المغيرف وهذا المسيوط وهذه الغريفه وهذه الزليفه وهذه القسيعه
ويستمر في الحديث ويقـول:-
،وهذه جرَّة الجديات جن منهنا ومشن من منهنا . ويجر يده على جسم الطفل ويمر على وجهه ثم يقول وهو يشير ألي فمه : شاربات من هذا المعيطن يستمر في الحركة بيده حتى يصل ألي إبط الطفل ويقوم بدغدغته والطفل يضحك ، ويمكن أن تعاد اللعبة أو تلعب مع طفل آخر إذا كان هناك أكثر من طفل.
،ومن الأهازيج التي يرددها الكبار ، خاصة عندما يعطس الطفل فيقول :- - طار السوّ ظهر من برقه ، واللِّي كرهك عاطه حرقه ،ومن الأغاني التي ترددها الفتيات أثناء لعبهن حيث يتم تشكيل دائرة ثم يبدأن في ترديد الأغنية التالية :-
يا ناقة يا سيدي حموده يا جربه يا مغدوده حيرانك دارن جضه كيف النار اللِّي ميقوده ميقوده في شط بحر يا قلَّة قمح مبعثر يطيحوا فيه الميَّاره ألف جمل وألف اغراره وألف نويقه هدَّاره فيهم واحد يعرفني قال سلامه يا بنتي قلت اطويري شاغلني قال طويرك ما يتغبَّا سمح الجنحان مربـَّا ما ياكل غير احبارى وإلاَّ لحم الغزلاني
،وعند نهاية الأغنية يجلسن القرفصاء ، ويضعن أكفهن
على ركبهن ثم يبدأن في النط ويغنين جميعاً: هــــي هـــــا دح ** هــــــي ها دح هـــــي هــــا دح ** زنقــــــه تردح
،وأغاني ترقيص الأطفال عادة ما تكون للأطفال الصغار في السنة الأولى ،والثانية من عمرهم ،وتكون من قبل الأم ؛أو الأخت ؛أو من أي امرأةً أخرى، والغاية منها هي تلعيب الطفل؛ أو عندما يبكي وهي عبارة عن أبيات منظومة تشيد به، وتتمنى له مستقبل باهر وتسمى في التراث الشعبي بالترجيب ، وللولد أغاني تختلف عن البنت ،ومنها على سبيل المثال:
أغاني ترقيص الأطفال الذكور:
عونـه من راعاه مصبِّي نطلب في الصـلاَّح وربـي عونه من راعاه مروِّح لابس جرد ومسك يفوِّح بالخلَّه والعقد مـروِّح م اللشعلبودور مـربِّي
عونه من راعاه محدِّر باني بيت ومال مصدِّر يعزم ع الضايف ويقدِّر والجيران حذاه مْـربِّي عونه من راعاه كبير راكب فوق حصان طريـر يمشي حاكم ع المودير يخلص دين اللِّي متغبي
*****
طيبه طيبه نعنها كل حبيبه تْجيبه طيبـه طيـِّب م الناثيياخـذ ويسيِّب نين يْجيب الوجه الطيِّب طيب رطوبة ورَّاداته عشـر اثلوبه والخادم تغسل لّه ثوبه وإبله ترد علي مرتوبه والعبد يهجر مركوبه
***** جيب جبر يا جيب جباره يبني بيت كبير القاره والخادم تبـرم بكتاره والعبد يهجِّر في امهاره جيب جبر يا جيب جبر حصانه كيف السبع يهرّ وسوطه في ليد مفجر مكوع كيف الطير الحرّ
***** بعد هالحال من الحظك بعد ها الحال على كوت امكلف بجلال
فارس فيـك ثلاث أفعال عمارة بيت وزين أعمال
يا من راه ويا من راه بعياله ماشيين وراه والخايف ماشي بضراه يا من راه ويا من راه
****
هالوليد الله ينجَّى بيته للخطَّار مقجَّه وإن جاء للميعاد يقجه ****** تيه وتيه .. تيه وتيه .. روَّح فوق أزرق شاريه وذيله بالعزِّ محنَّيه ميَّة ريله عاطي فيه علوقه ساع ومستشويه وبنت الباشا تفرح بيه وبوه بخيل يْعارك فيه وأمَّه حزَّازه ما تعطيه
كذلك من أهازيج الترجيب للأطفال:
نجَّك لي .. نجَّك لي نين الذيب يخشّ الداره يسكرف ما يطري حولي ونين الحيـط يولِّي سكر يقبى في الميزان رخي ونين الضبع تجيـب حماره اتقالب وتبيع وتشري ونين الحوت يفوت إبحاره يقبى ساكن كل حطي ونين البسّ يزفّ الفاره تقبى له زوجه شرعي
ومن أهازيج الترجيب الخاصَّة بالبنات:
يا بنتي ما جابوك عرب يا بنتي مـا جابوك عرب يا بنتي ما جابوك عرايب يـا عيـن الشيهانالطايب جية قرنك دار ضبايب نوبــه ع الحاكم تضرب
يا بنتي ما جابوك عرب ما جابوك نصارى في توصيف هميل القاره فيك عيون تْقول غداره واللِّي لاقيتيه اضرب
أنتِ عينك عين الجازي أنتِ عينك سوده نجِّك لي بنات عمِّك يا بنت الزين زلط فجره وانتِ صافي
من لحظك وأنتِ في جربي ( الجرد ) اتقنِّعبه يوم الغربي خزر عيونك تحته يربي طاح اللِّي جا في مصدارك من لحظك وانتِ باسوارك صايدتك لوعه من جارك من الحظك وأنت بِرْداك والخيل مرش في سِبَّاك بجلاسك في وان غرارك
من لحظك والدملج فيدك وعقودك واخذهن ريدك من لحظك في الشال تواسي وصيتك دوختي رأسي وأطلقتك تختاري بيدك
*****
يا حمره كيف الفيلالي ما عمرك وجعتي والي كيف اللوشه أنتِ فجره مانك مغشوشه تنباعي بالسوم الغالي
*****
يا بنتي يا شبه العفاط اللِّي هامل في كل ابساط غثيثك جبَّا ع المشاط اركيِّب من العياط جفل نجَّك يا شبهة لريل اللِّي جاء ع العلو أوقيَّل.
***** بنتي ما حاجة حزَّار (( البخيل )) ولا حاجة زرَّاع شعير بنتي زَيْنَه وبوها زَيْن اتحوِّد ع الناس العفنين بنتي ما حاجة مهبول اللِّي يكذب وقتاً ما يجوْل
***** نجَّك يـا عين الغالي انعنها تعرف ما في بالي ما تقبى للعفنين مداس العفن إن كان طمع بشراك ديري دونه حد وساس واشقي بناس شرفهم عالي والخادم في البيت اتلالي حلوانك قيسا عشر اجمالي كسوتهم لك مي بفلاس
***** ،وتقول الباحثة سالمين خليفة ، وهي من مدينة سرت الخالدة من المنطقة الوسطي في ليبيا عن ترجيب الأطفال - فتعرفها علي لأنها:- أهازيج _ تقولها الأمهات، وهن يقمن بترقيص بناتهن الرضيعات .. من شبحك وانتي بسوارك متخبل طايح جرجارك تلوي في الشال علي ازرارك وتشيلي القانون لجارك من شبحك وانتيبالجربي تتقي به يوم الغربي شبح عيونك فيهم يربي طاح اللي جاء في منظارك
فالأم هنا تريد أن تكون ابنتها معززة، ومدللة تختال بأساورها ،وحليها ،وتجرجر ردائها في اعتزاز ،وخيلاء تضع فوق رأسها الجربية(غطاء الرأس) صونا لها من الحر بينما يتراقص خصرها في هيف ،ودلال حينما تلف عليه الشال ، وتقول الباحثة (سالمين خليفة) أن الشال هنا دلالة على تفاني الفتاة في القيام بالأعباء المنزلية من تحضير الطعام ،وغزل البسط ،والحلب ،والمخض، وغيره فيقال(تحزمت فلانة) أي استعدت للقيام بعمل ؛أو مجهود ،وأخيرا ،وكأن كل هذه المعاني لا تكتمل إلا بسيد المناقب ألا ،وهو الجود، ومراعاة ،ومشاركة الجار فالقانون هنا هو الواجب من الطعام والشراب وغيره ؛أو ما يعرف في العامية( بالضوقة)
- وتقول الباحثة عن والدتين احدهما لولد، والأخرى لبنت تتفاخران - كلا منهما على الأخرى بما ولدت فيكون الفوز ،والفخر في النهاية لوالدة الفتاة : تقول الاولى :
بنتي خير من الف ولد راسي مالحكة يبرد قسمي مالدحية (من الدحية)يقعد
فهي تفخر بأن بنتها أعظم شأنا من ألف ولد كونها حافظة سرها، والمستمعة لشكواها فعندما تقول (راسي مالحكة يبرد) ؛ فهي لا تقصد الحكة بمعناها العادي بل هي كناية عما يسهر الرأس ،والعقل من مشاغل ،وهموم ففي إحدى القصص تزف فتاة فقيرة إلى رجل ذا سلطان وجاه ،ومال ..فكان كلما دخل عليها الخدر وجدها تبكي حتى إذا ما سألها عما يبكيها ردت باكية : أرجوك أريد مشطي، ومرآتي .
فيرسل خدمه ليجلبوا لها أمشاط ،ومرايا مصنوعة من العاج، ومصقولة بالذهب فتأبى إلا أن تصر على مشطها، ومرآتها اللتين تركتهما عند أهلها ..، وحين استشار زوجها إحدى عجائز القبيلة الحكيمات .. ابتسمت ،وقالت له ما تقصده بمشطها ،ومرآتها هما والدتها وأختها فهما الناصحتان لها والقائمتان على شؤونها وإسرارها..) . أما عندما تقول قسمي مالدحية يقعد .. لأن الابنة لا تنسى أن تتقاسم مع أمها حتى ما هو زهيد ،وضئيل ،وقليل .
وهنا ترد أم الصبي هازئة :
أوليدي خير من ألف أبنية اللي ضحكتها كركركر اللي ضوقتها تحت الباط اللي فزعتها غير اعياط
وهي تقصد بأن البنت لا تجيد إلا اللهو، والضحك ،والتي تستحي من تجود من خير بيت زوجها أمام الناس فتخفي (الضوقة) التي تريد أن تحملها لأهلها تحت إبطها خوفا من يلحظها ويلومها زوجها أو أهله ؛لأنها ليست من حر مالها بل هي هنا كمن يسرق شيئا.. ،وتقول أم الولد أيضا بأنه إذا نادي منادي الحرب أو الجهاد أو المدافع عن العرض ،والشرف فإن البنت لا تحسن إلا الصراخ .. الخ)
تسلم والدة الفتاة بأمر ما فيه مغزى عميق جدا كونها في النهاية حتى ،ولو بدت ابنتها ضعيفة الجناح ،وما إلى ذلك من قلة الحيلة إلا أنها هي من سيجعل ابن تلك المرأة المتفاخرة رهن بنان والدتها ،وعزوة ،وسند لها .
ماتفرحي يم الولد بكره بنتي تاخذه ويبقالي عالي السند وغالي بيتك ناكله
- ولعلنا نذكر رجاجيب الحاجة رابحة فضيل البرعصي بالبالغة من العمر حوالي الستين ونيف عاما ،و التي قالت عن ترقيص الأطفال ،وهدهدتهم في ترجيبة البنات ،والأخرى للأولاد.
- ففي ترجيبة البنت تقال عادةً ،وكما أخبرتنا الحاجة رابحة فضيل :
-
ـ يالولل ..ويالولال جاب عبيد وجاب اجمال وجاب ذهب ماله كيال قالت والله ما نا باله بوها مستشوي مازال ..وكاثر عيبه في المرسال حنك باتت حرجانه وسيدك طفا نيرانه وقالت اشوي في بنتي نا
- فكلمة (يالولل ..ويالولال ) عبارة عن نغمة ليضبط بها الوزن ،ولكي تنبهه المستمع علي الوصف الذي سيأتي بعدها ، وهنا تريد أن تقول :- العبيد ،والجمال ،والذهب الكثير جدا ليس له وزن فهو قليل في مهر ابنتها ؛ فابنتها أغلا من كل الذهب ،والجمال ،والعبيد .
وفي ترجيب الولد أي عند ترقصيه بين اليدين تقول:
كيس كــُوْس- كـــيس كـــوس العبــــد ايشــــدّ واهو يـــلبس
أي أن الأم تتمنى أن يكبر ابنها ويلبس ،والعبد الذي يخدمه يشد له الحصان كناية عن الثراء ،والغنى الذي تتمناه الأم لوليدها .
رانى نويت عزيز يا فال قول لي :رابحه.
ونرى أن هذه الأغنية تتحدث عن الفأل الحسن. وفي اليوم الثاني وهو يوم الحنَّة ، وهو تخضيب يد العروس بالحنَّة يغنين:
اللِّى عليه منذاجين يا عرب وين غزالنا. وعندما يرجعن إلى بيت العريس يغنين: حطَّينا عليه ختوم عزيز بات لنا يا علم.
وهناك الكثير من النصوص التي تؤدِّي على إيقاع معين خلال هذه المناسبة ، وغيرها.
وكلها أغانٍ برغم بساطتها فهي جزء من المأثور الشعبى لأنها ترتبط بفرح الإنسان ، وكفاحه من أجل وضع لبنة صالحة على الأرض يقدسها.. وبين أهله الذين يحبهم ما دام قلبه ينبض بالحياة. | |
|
عبادى المدير العام
رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 9189
| |
نسمة هدوء مراقبة عامه
رقم العضوية : 98 عدد المساهمات : 14380 العمر : 39
| |