ابرقان –الحــــولي –العباءة –الجرد الليبي
يسمى الزي التقليدي للرجل الليبي الاصلي بـ ابرقان والحولي والجرد والعباءة والرداء واللحاف ويصنع من الصوف الخالص
ذو اللون الابيض في الغالب الا ان بعض الانواع تكون بنيه او رمادية او سوداء؛ ينتشر ابرقان في كل بلاد تامزغا (ليبيا القديمة) ويجب التنويه الى ان هذا الزي لا يوجد في بلاد القبط اوعراق العجم اوالشام وبلاد العرب نظراً لاختلاف العادات والتقاليد بين الليبيين وغيرهم من الشعوب الاخرى في منطقة الشرق الاوسط.
“الناظر إلى طريقة لبس الإغريق والرومان والليبيين للجرد يلاحظ التشابه بينهم“
وهو ما لاحظه ايضاً عدد من الرحالة الأجانب في مختلف مراحل التاريخ الليبي القديم والوسيط والحديث؛ حيثُ أشادوا بتطابق لباس ابرقان الليبي و لباس الرومان الظاهر في التماثيل بعقدة ( التوكــا ميّـــا ) إلى حد بعيد جداً، وأشاروا إلى أن اللباس الروماني منقول عن اللباس اليوناني القديم، وأن اليونان قد نقلوا العباءة أو الجرد عن الليبيين القدماء، ومنهم المؤرخ الإيطالي ( غوليا لم ناردوتشى ) في كتابه برقة منذ الاستيطان الإغريقي.
❆ يذكر العالم Kaj Birket- Smith- سمث كاج بيركت في كتابه The Paths Of Culture, P. 183 ممرات الحضارة الذي طبع عام 1965م ، “أن اللباس الروماني منقول أي أخذ عن اللباس اليوناني القديم وأن اليونانيين نقلوا العباءة عن الليبيين القدماء“.
❆ ذكر هيرودوت في تاريخه الفقرة 189 “أن رداء ودرع تمثال أتينا قد نقلهما الإغريق عن النساء الليبيات“. وهذا الثوب الذي نقله اليونانيون عن الليبيات هو عبارة عن ثوب طويل يلف الجسم ويضم الكتفين تتمنطق المرأة ببقيته وتلفه حول وسطها مع العلم انه لا فرق كبير بين ثوب الرجل والمرأة.
ومما يؤكد أن هذا الزي ليبي المنشأ هو احتفاظ الليبيين به لحد الآن دون غيرهم، ولو أن هذا الرداء روماني كما يدعي البعض فـلماذا لم تتأثر بقية الشعوب التي حكموها بالرومان؟، لماذا لا يوجـد ابرقان في تـــراث الشام واليونان واسيا الصغرى وإسبانيا وفرنسا وغيرها من بلدان المتوسط التي دخلت في دائرة روما؟، مما يضفي في تقديرنا طابعاً محلياً على لباس ابرقان، إن الحولي والجرد او ابرقان لباس محلي ليبي، شمال افريقي بامتياز، ولا يوجد الا لدى سكان شمال افريقيا الاصليين، دون غيرهم من المناطق التي استوطنها الرومان قديماً.
وندعم ذلك بنص من ( المـؤرخ بروكـوبيــوس ) – استناداً على اشارات ايتوري روسي – كان قد أشار خلال وصفه لملابس الليبيين القدماء في هيئة : “ قميص خشن أسماءه بالقيطون/كيتون، وأشار بأنه نوع ثابت من اللحاف، يرتدى طوال فترات السنة / صيف شتاء ” وهو الجرد .
كذلك ذكرت ( المؤرخـة ميـس تــوللي ) “ أن الجرد المجرود؛عباءة بربرية ذائعة الصيت منذ عهود قديمة“
يبلغ عمر الجرد اكثر من 2500 سنة تقريباً وهو من اقدم الازياء في العالم.
مازال الجرد يحمل دلالة اجتماعية هامة، فالمرأة الليبية لا تستمر في النسيج آذا ما حّل الظلام، وستعلق عملها اذا كانت هناك حالة وفاة لقريب أو جار، كما انه ليس لها أن تستطيع البدء في رفع أعمدة المسدة في أي يوم من أيام الأسبوع، فهناك بعض الأيام تصمت فيها دقات المسدة تكريما لها، حيث يرتبط الجرد أيضا بطقوس الدفن، اد تقطع أطراف الجرد ولا تدفن مع صاحبه ذلك لأنها تحمل دلالات روحية ودينية قديمة ظلت مرتبطة مع الجرد حتى يوم الناس هدا، ومع تنوع الرقم على أطراف الجرد، تظل الالهة تانيت ألهه الخصب عند الليبيين الحاضرة دائما في هذه التفاصيل .
منقول من مدونة اصول وتاريخ الليبين الاصليين