يحتفل العالم بل ما يسمي بهيئة الأمم المتحدة في شهر يناير من كل عام بذكري ميثاق حقوق الأنسان الذي أصدرته الهيئة منذ اكثر من ثلاثين عاما ... هذا الميثاق الذي سود صفحاته البيضاء كلام عن الأنسان وحقوقه
حتي يكون في الواقع ستارا ومخدرا للشعوب عما يفعله الكبار بالصغار والأقوياء بالضعفاء
ولو اردنا أن ننصف التاريخ حين ظلمه الكثيرون وتعدوا على حرمته بما فيهم بعض العرب والمسلمين، حين أخدوا يصفقون لأعداء الحرية والأنسان عندما ضحكوا عليهم بفحات سوداء فيها الشيطان بثياب ملاك، خدعوا بغث الآخرين وتركوا السمين من تراثهم وتاريخهم ...
أقول لو أردنا أن ننصف التاريخ لقلنا : ان الأسلام وقبل مئات السنين أبرز للعالم أعظم وأجل وثيقة لحقوق الأنسان
،أبرزها بعد أن أعطاه حقوقه جميعا ورعاها...
كانت تلك الوثيقة واقعا ملموسا لا ينكر ولم تكن مجرد حبر على ورق وخطبة من وراء المنابر
لقد كان الناس سلعا بيد القلة التي كانت تدير عقول وامكانات الكثرة حسب اهوائهم ومصالحهم، ضاربين بعرض الحائط كل ما يتعلق بالأنسان من حيث انسانيته وحقوقه.
بأختصار كان الأنسان أداة بيد أخيه الأنسان، جاء الأسلام ليقرر أول ما يقرر: ( ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير )
"سورة الحجرات من الأية 13" فلا فضل لعربي على أعجمي ولا أبيض على أسود الا بالتقوى...
لقد ضمن الاسلام للأنسان جميع حقوقه كحقه في الحياة حتي قبل ولادته حين حرم الأجهاض وحقه في التعليم بل فرضه عليه وطلبه منه - كذلك حريته الأجتماعية والأقتصادية والعقدية، ضمن حدود الأدب العام للمجتمع ولقواعد الأسلام، واعتبر أن لهذه الحرية وظيفة اجتماعية وانسانية فيجب أن تعطي بالمقدار الذي تتحقق بيه وظيفتها، فلم يجعل منها سلطة مطلقة من غير قيد أو شرط بل حددها ونسقها حتي تتناسب مع فعاليات المجتمع .
لقد أعطـــــى الاسلام الانسان ما لو خير الانسان نفسه ما أستطاع أن يصل الي ذلك المنهج الـــــرباني.
اتمني ان اكون قد اظفت استفادة جديدة