حوت يتبنى دولفيناً
سمعنا في السنوات الماضية قصصاً عن حيوانات تعتني بأيتام الحيوانات الأخرى، وتنشأ بينهم علاقة وثيقة وكأنهم عائلة واحدة ومن نفس النوع، ولكن هذه المرة ازداد الأمر غرابة! فقد اكتشف علماء في معهد لايبنتز في ألمانيا مؤخراً مفاجأة على بعد 1600 كيلومتر من شاطيء ليزبون في البرتغال، حيث يوجد مجموعة من الحيتان وقد تبنت دولفين بالغ يتفاعلون معه بحركة أجسادهم وذيولهم!
الغريب في الأمر أن هذا النوع من الحيتان معروف بعدم الترابط بينهم كمجموعات فلماذا يقومون بتبني حيوان من نوع مختلف وإدخاله إلى مجموعتهم؟!
تقول الكاتبة جيني هولاند صاحبة كتاب – صداقات غير معتادة الذي يتحدث عن العلاقات بين الحيوانات – أن هذا النوع من التبني موجود في الحيوانات المستأنسة، ونراه من حين لآخر في الحيوانات البرية، فهاهو فهد شرس يقتل قرد بابون وعندما يكتشف أن لديه طفل صغير يأخذه ويرعاه في حنان!
و ترى أيضاُ مخلوقات الأرض تعني بمخلوقات في السماء كهذه الكلاب التي تعتني ببوم!
وتقول هولاند أنها تتمنى لو تستطيع أن تقرأ أفكار هذه الحيوانات لتعرف كيف تشعر وماهو السبب الذي يدفعها لمثل هذه الأفعال الغير معتادة، وتعتقد أن الحيوانات أذكى بكثير مما نتخيل.
وبناءً على الدراسات التي قام بها الإنسان على سلوك الحيوانات، تقول هولاند أن مثل هذا النوع من العلاقات يُبنى أحياناً على المنفعة المتبادلة، فتكون هناك حماية مرجوة من الطرف الآخر أو عناية بشكل ما.
وهناك أيضاً هرمون الأوكسيتوسين الذي تزيد معدلاته عند أمهات الحيوانات بعد الولادة وتزيد عندهم الشعور بالأمومة مما يجعلهم يعتنون بالصغار الأيتام بمختلف أنواعهم.
ولكن هل يمكن أن يرجع مثل هذا السلوك إلى شعور الحيوانات بالشفقة على بعضها البعض؟
تجيب هولاند: نعم يمكن ذلك، فبعض الثديات تشعر بالشفقة وتواسي بعضها في الحزن والوحدة والألم، كما ان الحيوانات تمتلك نفس البناء العقلي لدينا وارتباطه بالمشاعر فما الذي يمنع أن تشعر مثلنا؟!
هذه القصص تجعلنا نفكر في الحيوانات بشكل مختلف فهي تمتلك مشاعر فريدة و يجب أن نزداد حرصاً في التعامل معها.