ماذا سيحدث إذا حبستَ أنفاسك؟ ستموت لأنك لن تجد سوى الهواء الراكد الفاسد... الخالي من الحيوية والحياة...
كذلك الأمر مع المحبة... إذا لم تتجدد المحبة في كل لحظة، فإنها ستموت ولن تبقى للحظة...
إذا أصبحتَ عاجزاً عن التقدم في محبتك ستفقد حياتك كل معانيها.. ستصبح بلا طعم، بلا لون، بلا صوت، بلا حياة!! ستكون ميتاً بانتظار يوم الدفن وهذا ما يحدث مع الناس حالياً، فالفكر مسيطر جداً لدرجة أفسد معها حال القلب وسمّمه بالأوهام والأحلام، بالترّهات والثرثرات.. وجعله مهووساً بالتملّك...
لكن القلب بطبيعته لا يعرف التملك ولا التمسّك.. لا يعرف سوى الثقة المطلقة والحرية اللامحدودة.. فالمحبة مكتفية بذاتها ولا تطلب أي شيء آخر...
تجاوز أسوار الفكر وخطوطه الحمراء.. الحقيقة باقية خالدة ساكنة في حنايا القلب والوجدان... لا تغلق على نفسك القيود والحدود، بل افتح قلبك واجعله حلقة وصل لا سكين قطع بينك وبين الوجود...
كن محباً لهذا الكون.. وابتهج بالحياة.. ودعْ محبتك تنساب مع التنفس.. مع الشهيق والزفير، مع دخول الهواء وخروجه... وستتمكن شيئاً فشيئاً من اكتشاف سحر وسر المحبة مع كل تنفس..
اجلس صامتاً، وتنفس، تنفس المحبة.... عندما تطرح الهواء خارجاً اشعر بأن محبتك كلها تنهمر كالمطر الغزير لتغمر الوجود بأرضه وسمائه.. بأشجاره وبشره وحيواناته.. وعندما تستنشق الهواء فإن الكون كله يغدق عليك محبته وكرمه وعطاءه...
وسترى قريباً تغيراً في نوعية تنفسك ليصبح مختلفاً تماماً عما سبق.. لهذا يسمى التنفس في الهند "البرانا" أي الحياة، فهو ليس مجرد تنفس فحسب، ليس مجرد أكسجين.. هناك شيء آخر.. إنه جوهر الحياة وحقيقتها.. إنه نسيم الروح.. إنه الألوهية ذاتها.. إذا رحّبنا به ودعوناه سيأتي منساباً متناغماً مع نغمات كل نفَس...