إخبارك لأهلك بالمكان الذي تريد
الذهاب إليه منهج قرآني:
"إذ قال موسى لأهله إني آنست نارًا سآتيكم منها بخبر"
اغرسوا قيمة الاستئذان في نفوس
أبناءكم فإنها قيمة مقتبسة من
القران الكريم ..
تدل على حسن التربية !!!!
تأملوها
" فقدان الأبناء "
أطفالنا أغلى مانملك ، يكبرون وتكبر محبتهم في قلوبنا ،
يستعمرون الجزء الأكبر من مشاعرنا وأحاسيسنا ،
ولذلك فإن فقدان الولد هو أقسى أنواع الفقدان ..
معظم الآباء الذين فقدوا أبناءهم لم يفقدوهم وهم وجلين
أو متوجسين أو خائفين عليهم ، بل فقدوهم وهم مطمئنين
سعيدين بهم وبحركتهم التي تملأ المكان .. ثم يأتي
الخبر الفاجعة "ابنك غرق" "ابنك سقط"
"ابنك دهس تحت سيارة" !
يا اخواني و اخواتي ..
من منا عوَّد أطفاله على الاستئذان قبل الخروج من المنزل ؟
من منا زرع فيهم هذه الثقافة الجميلة ؟
تصور ابنك يأتي إليك في المساء :
"أبي أريد أن أذهب للعب مع أصدقائي" وتجيبه أنت
"الله يحفظك..استودعك الله" ،
وتصور أنه يستأذن أمه في الصباح من أجل الذهاب للسباحة
في البحر ، وتأذن له أمه وتستودعه الله ..
لماذا جعلنا الاستئذان تقييد لحرية أبنائنا ولم ننظر إليه على
أنه وقاية عظيمة لهم من الضياع
و مصدر دعاء لهم ..
تصور أن يكبر ابنك على هذه الثقافة الجميلة فيتحول الاستئذان
إلى إخبار وإعلام وتفقّد للوالدين قبل الخروج ،
فيأتي الابن الكبير لوالديه مخبرا إياهم أنه خارج من
المنزل وسائلا إياهم :
"في خاطركم شي .. تأمروني على شي" فيخرج محفوفا بدعواتهم ..
يخرج وهم يستودعونه الله ، والله اذا استودع شيئا حفظه ..
ولكننا للأسف جعلنا من بيوتنا فنادق لأبنائنا يخرجون متى شاءوا
ويعودون متى شاءوا .. وجعلنا من أنفسنا متعهدي خدمة لهم .. ننظف غرفهم ونجهز لهم الطعام ليسعدوا بخدماتنا ..
ولم نزرع فيهم الصلة الأبوية العظيمة المبنية على
احترام الأبناء للآباء وعطف الآباء على الأبناء
والدعاء لهم واستيداعهم الله .
وأنت تحزم حقيبة سفرك وتهم بالخروج من منزلك .. وأنت تطبع
قبلات الوداع على جبين أبنائك لا تنسى أ
ن تستودعهم الله الحافظ اللطيف ..
لا تنسون أن تستودعهم
الله فردا فردا قبل أن تدير محرك سيارتك راحلا عنهم ..
ثم إن نعمة الأولاد كسائر النعم
تحفظ بالحمد والشكر لله
(ولئن شكرتم لأزيدنكم) ،
ويقابل بعض الآباء والأمهات هذه النعمة بتسخط وامتعاض ..
وخاصة حين تكثر على الأب المصاريف أو تكثر على الأم أعباء
المنزل ، فكثيرا مانسمع أن الأم تتذمر أمام صديقاتها بأنها
متعبة ومنهكة وليتها لم تتزوج وليتها لم تنجب ،
ولو انتزع الله منها طفلا واحدا لهرمت وحزنت وزهدت
في الحياة طوال عمرها ..
وبعضهم يرد في غضب على أبنائه بكلمات تحمل الدعاء عليهم
وهو لا يشعر .. فتوافق ساعة إجابة ويتقبلها الله وليته
انتزع عصاه وجلد هذا الابن في ظهره ولم يدعو
عليه بهذا الدعاء الذي انتزع الله به روحه ..
حفظكم الله ..
وحفظ أبناءكم ..
وبارك فيهم ..
آمين
مما قرأت