تحسين الذاكرة بات ممكنًا بوساطة التحفيز الكهربائي للدماغ، وفقًا لدراسة أمريكية جديدة. استطاع عدد من المرضى في الستينيات والسبعينيات من العمر، استعادة الذاكرة العاملة بشكل يكافىء ذاكرة الأشخاص الذين هم في العشرينيات من العمر. وأصل هذه القوة المذهلة هو التحفيز الكهربائي للدماغ، أجراه عدد من الباحثين من جامعة بوسطن في الولايات المتحدة الأمريكية. والتأثير “المضاد للشيخوخة” لهذه الطريقة، تمَّ إثباتها بعد 50 دقيقة من نهاية التحفيز، كما أوضح الباحثون الذين نُشرت دراستهم هذه في مجلة علوم أعصاب الطبيعة Nature neuroscience.
الذاكرة العاملة هي القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات لفترة قصيرة. ومنطقة التخزين الموقتة هذه في الدماغ، تتداخل مع حل المشاكل، والعمليات الحسابية والرياضيات أو مع اتخاذ القرارات. ومن خصائص قدرات الذاكرة العاملة، هذه أنها تنخفض مع التقدم في السن.
درس العلماء الموجات الدماغية في منطقتين من مناطق الدماغ لهما علاقة في الذاكرة العاملة؛ منطقة الدماغ الصدغي والجبهي. ويوضح د. رينهارت لمحطة “بي بي سي نيوز” قائلًا: “يُعتبر الدماغ وكأنه قائد الأوركسترا، ويستخدم إيقاعات التردد المنخفض (الموجات الدماغية) من أجل توصيل المعلومات” . ومع التقدم في العمر، فإنَّ الموجات تصبح غير متزامنة مثل الموسيقيين الذين ينتجون أداءً غير مترابط، كما يوضح الباحثون.
تقوية الذاكرة بالتحفيز الكهربائي
سعى الباحثون الأمريكيون إلى إعادة التزامن وتعزيز الموجات الدماغية بواسطة التحفيز الكهربائي. وعملوا أولًا على تسجيل الموجات الدماغية للمرضى، بواسطة المخطط الكهربائي للدماغ ومن دون تحفيز، ثم قاموا بتسجيلها مع التحفيز الكهربائي الدماغي. وكانت الطريقة المستخدمة هي تيار مغناطيسي متبادل بالتناوب بتحديد عالٍ. ولتنفيذ تجربة البحث قام الباحثون بتجنيد مجموعة تتكون من 42 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 60 إلى 70 عامًا، ومجموعة أخرى تتكون من 42 شخصًا في العشرينيات من العمر. وقام جميع الأشخاص من المجموعتين بلعب لعبة، حيث يتوجب عليهم تمييز الفروقات بين الصور التي تُعرض أمامهم على التوالي. وكانت مجموعة الشباب أسرع وأكثر دقة في الإجابات من المجموعة الأخرى. ولكن مع التحفيز الدماغي كانت مجموعة المسنين أفضل في الأداء.
مسار علاجي جديد يحتاج إلى المزيد من الدراسات
رغم أنّ هذه النتائج مشجعة، يعترف المؤلفون أنّ هذه الاختبارات لم يتم إجراؤها سوى على عدد محدود من الأشخاص، والذين كانوا يتمتعون بصحة جيدة. وبناءً عليه ثمة حاجة ملحة لإجراء أبحاث أخرى، قبل أن ينظر إلى التحفيز الكهربائي على أنه مسار علاجي للاضطرابات الدماغية مثل التوحد أو الخرف.