ما أجمل أن تصفو النفوس وتشف عن قلوب بيضاء نقية لا تحمل إلا الحب
ولا تتعامل إلا بالصدق لا يكون لتصرفها أكثر من معنى
لأن منبعها واحد والمعنى الذي ترمي إليه توصله بصدق يعبر عنه لسانها وعيناها
وكل ملامح وجهها كالأطفال تماما .
ما أجمل الأطفال وما أروع قلوبهم الصادقة .
مع الطفل تجد نفسك أو تعرفها جيدا ،
فالطفل لا يجامل ولا ينافق ولا يتعامل إلا بكل شفافية
إن رأى شخصاً نفسه طيبة اطمأن له وهش في وجهه حتى لو لم يحادثه أو يلاعبه ،
وإن نفر من شخص بدون سبب تجد أن نفس ذلك الشخص
قد حالت بشكل غريب بينه وبين نفس الطفل الشفافة .
الطفل يبتسم ، ويضحك ، ويغضب ، ويبكي ، ويطلب ، ويعطي بصدق وتلقائية .
أتخيل وقد استحالت نفوسنا جميعا نفوس أطفال ،
فأبتسم بسعادة وأشعر بأن الدنيا ستصبح أجمل ؛
كيف لا ،
وسينعدم من بيننا الحسد والحقد والكره والنفاق ،
وتزييف الكلمات والظن والشحناء والفوارق .
كل الفوارق ؛
حينها ستسمو تصرفاتنا وتصبح حياتنا أجمل بكثير .
أتدرون ما أجمل ما يعجبني في تلك النفوس ؟
إنه الصدق والوضوح ،
فلا يمكن أن يصدر منها خلاف ما فيها
ولا يمكن أن تُفسر ما يصدر منك بخلاف الدافع له ؛
وفقد ذلك أو قتله هو المؤلم في عالمنا نحن الكبار
فنادراً ما تجد من يفسر تصرفاتك رغم وضوحها بما صدرت به ،
فتجد من يحملها اكثر من محمل ،
ويفسر دوافعها بعد عرضها على ما في نفسه ،
ونادراً ما يسلم بما قصدته أنت ،
وآخرون تصدر عنهم تصرفات غامضة لا توحي لك بما أرادوه حقا ...
فلا صدق في التعامل ،
ولا تصديق لما يبدر بصدق ...
ألستم معي في أن نفوس الأطفال أجمل ؟؟
إذا كانت الإجابة بنعم
فلماذا لا تبدأ من الآن بتصفية نفوسنا من كل ما يعكرها ،
ولنقلد أطفالنا إلى أن نعتاد ذلك النقاء والصفاء ،
فما أجمل أن نجد نفوسا صافية ترافقها عقول ناضجة
حينها ستمتزج الأحاسيس البريئة بالعقول الناضجة فنخرج بكيان رائع