نتصفح هذه المرة لنتعلم ونسترشد ونقتديوأخيراً لنفتخر بحرائر الامة ...
وندحض فِكرة ان المسلمة لا مكان لها
الا تحت وصاية من لا يخاف الله..
لتنفيذ مآربه ...وتحقير شانها ...
في الوقت الذي أكرمها الله وأعطاها من النِعم
والرضي والكرامة والقبول ...
وتاريخنا الأسلامي مليئ باحداث عظيمة وجليلة
تزخر طياته بمواقف لحرائر الامة الأسلامية
فنتوقف مع صحابية جليلة...
عَمِلَتْ مَا لَمْ تَعْمِلَهُ النِّسَاء ...تحدياً لطبيعتها
الانثوية المعتادة ...وإنسياق وراء طلب الشهادة
والمساهمة الفعّالة في رفع كلمة
لا اله الا الله محمد رسول الله ...
وهي الصحابية الجليلة
التي تزوجت ثلاثة شهداء
وقتلت سبعة من الروم ؟
أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة المخزوميةبنت أخي عمرو بن هشام بن المغيرة
( ابي جهل )وزوجة عكرمة بن عمرو بن هشام بن
المغيرة ( ابي جهل )وبذلك يكون عكرمة ابن عمّها ( ابي جهل )وأمها فاطمة بنت الوليد
( شقيقة خالد بن الوليد )وبذلك يكون القائد الفذ وسيف الله المسلولخالد بن الوليد هو خالها .....فبالطبيعي جري في دمها الشجاعة والإقْداموحُب التضحية والفداء والخوض في ساحات الوغيزواجها الأول ...وقد كانت هذه الصحابية الجليلة مُقربة من عمّها عمرو بن هشام ( ابي جهل )فأصطفاها لأبنه عِكرمه ...فكان له ما أراد وأقترنت بعِكرمة وعاشا في هناء وسعادةوحُب يظلل بيتهم في مكة ...حتي انبلج نور الأسلام برسالة المصطفي صلي الله عليه وسلموقد إتصفت رضي الله عنها بالعقل الثاقب والثبات والحِكمة نادرة ...فقد أعلنت إسلامها يوم فتح مكة ....مع أبيها الحارث بن هشام ....وبايعت سيد البشرية صلي الله عليه وسلمعلي السمع والطاعة والأيمان ....وكانت تطمع رضي الله عنها أن يلتحق بها زوجهاعِكرمة بالأسلام ويكونا تحت ظلاله ....ولكنه رفض ...حيث تصدى عكرمة خلال فتح مكةلسرية من جيش المسلمين على رأسهاابن عمه وصديق شبابه خالد بن الوليد. اشتد القتال بينهما ولما شعر باقتراب الهزيمة فر هاربا حتي جاء أمر رسول الله صلي الله عليه وسلمفي اهدار دمه ...
لما كان يعمله في حق الرسولصلي الله عليه وسلم ....فما كان منه الا أن ضاقت الأرض عليه بمارحُبتْ ...فهرب مع من هرب الي اليمن ....متخذاَ ...أحد السُفن ....فألقت به في اليمن ...وبسبب حُبها لزوجها عِكرمة ..وبُغية انقاضه ...من الغُربة والعذاب ....فقادتها حكمتها وعقلها الى الذهابالى رسول الله صلي الله عليه وسلم
تطلب الامان لزوجها اذا عاد مسلما.فكم كانت سعادتها حينما سمعت الرسول الكريمصلي الله عليه وسلم يعلن لها أنه صفح عنه إن جاءمسلماً ويامنه علي نفسه .....فما كان من هذه الصحابية الجليلة الا أن قررتالذهاب ملتحقة بزوجها عكرمة والطلب منه الرجوع لمكة
والأعتذار من رسول الله صلى الله عليه وسلم ....وغمرت السعاده قلبها وهي تسمع رسول الله صلى الت له عليه وسلم يصفح عنه
ويامنه على نفسه.فأندفعت أم حكيم تحاول أن تلحق بزوجها الهاربلعلها تدركه او تصل اليه .....أخوتي الكرام ...هناك روايتان وهي انها وصلت الي زوجهاقبل ان يركب السفينة المتجهه لسواحل اليمن والرواية الأخري وهي انها لحقته لليمن ....وأصح هذه الروايات هي انها لحقت به الي اليمنفكان لها ما أرادت ....فلما وصلت اليه متخطية بذلك اهوال السفر ومشقة الغُربة والتعب والنُصب ....وقِلة الزادولكن بأيمانها بالله اولاً ...وباطمئنانها أن زوجها سيعود معها فجعلت تناديه قائله:ياابن عم.. جئتك من اوصل الناس وابر الناس وخير الناس فلا تهلك نفسك وقد
استامنت لك منه فأمنك.فقال لها عكرمة: اوقد فعلت ذلك؟قالت : نعم....فما كان منها الا أن حدثته بشغف...فيه الكثيرمن الحُب لرسول الله صلى الله عليه وسلمووصفت له كيفية دخوله لمكة وكسر اصنامهاوعفوه التام الشامل علي اهل مكة ...في الوقت الذي كان يملك الحق والقوة لمعاقبتهم ...فما كان من زوجها عِكرمة الا أن تسلل لقلبهنور الأيمان وحُب المصطفي صلى الله عليه وسلمبعد أن سمع بشمائله وكرمه وأنسانيته ...ومن هنا اخوتنا الكرامنجحت وبتفوق هذه الصحابية الجليلةيدفعها نور ايمانها بالرسالة ...وحُبها لأبن عمها ( زوجها عِكرمة )وهكذا نجحت ام حكيم بزرع البذورالطيبة في نفس زوجها وعادت به الى رسول
الله ليعلن اسلامه بين يديه وليجدد بهذا الاسلام شبابا كاد ان يضيع في
ظلمات الجهل والوثنية.فما كان من الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم.....إلا فتح ذراعية لهذا الشابليحتويه ويصفح عنه ويري فيه صِدق ايمانه ...ويقول له :مرحبا بالراكب المهاجر ....موقف الرسول الكريم صلي الله عليه وسلممن إسلام عِكرمة ...كان رسول الله صلى الله عليه وسلمقد رأى رؤيا تؤكد ما جرى ووقع،وأن عكرمة سيدخل دين الله، ويدافع عن حياضه ويكون من أهل الجنة.
عن أم سلمة رضي الله عنها قالت:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :رأيت لأبي جهل عزقا في الجنة، فلما أسلم عكرمة قال يا أم سلمة هذا هو....
وما كاد عكرمه ينهل من نبع العقيده الاسلاميه حتي فجرت في نفسه ايمانا صادقافأستشهد في عام 13 هـ في خلافة أبو بكر الصديق يوم (مرج الصُّفَّر).وقيل في اليرموك سنة (15 هـ)في خلافة عمر، ولم يُعقِب.فلمّا كان يوم اليرموك نزل فترجّل فقاتل قتالاً شديداًفمشى حتى قُتِل، فوجدوا به بضعةً وسبعين ما بين ضربة وطعنة ورمية.وقيل أنه قال يوم اليرموك: { قاتلت رسول الله -صلى الله عليه وسلمفي كل موطن، وأفر منكم اليوم ......!}.ثم نادى: { مَنْ يُبايع على الموت ؟}.فبايعه الحارث بن هشام في أربع مائة من وجوه المسلمين وفرسانهم،فقاتلوا حتى أثبتوا جميعاً جراحةً وقُتِلوا ....ولم تجزع ام حكيم المرأه المؤمنه الصابره وقد استشهد في المعركه اخوها
وابوها وزوجها وكيف تجزع؟ وهي تتمني لنفسها ان تفوز بالشهاده مثلهم
والشهاده اسمى وانبل ما يتمانه المؤمن الصادق…زواجها الثاني ....وبعد فتره من الزمن على استشهادزوجها عكرمة في سبيل الله، وأتمت أم حكيم عدتها، فتقدم إليها خاطبا بطل آخر من أبطال الإسلام وأحد السابقين إلى دين الله، ....هو خالد بن سعيد بن العاص.ففي موقعة مرج الصفر :توجهت الجيوش الرومية (في 30 ألف مقاتل) من حمص إلى مرج الصفر حتى تصعد إلى دمشق، ولكن خالدًا علم من مخابراته بتوجههم ذاك،فقرر ألا ينتظر حتى تأتيه الجيوش، وأخذ جيشه وتوجه إلى الجيوش الرومية قبل أن تصل إلى دمشق، والتقى بهم في مرج الصفر،ولم تكن الجيوش الرومية مستعدة لذلك اللقاء،وبذلك التقى المسلمون والروم في مرج الصفر للمرة الثانية، ودار بينهما قتال عنيف للغاية، وجعل خالد ترتيب الجيش كما كان عليه في أجنادين،مع اختلاف يسير وهو وضع هاشم بن عتبة بن أبي وقاص على الميسرة، وبقي على الميمنة معاذ بن جبلرضي الله عنه ، وعلى القلب أبو عبيدة وسعيد بن زيد، وبقي هو في المقدمة، ويتنقل في كل المواقع، وكانت موقعة شديدة..وكان جيش الروم آنذاك أعدادًا ضخمة قادمة من أنطاكية ومن حمص لم تهزم من قبلمما يذكر في هذه الموقعة: أن أم حكيم بنت الحارث بن هشام زوجة خالد بن سعيد رضي الله عنهما، كانت زوجته لليلة واحدة، .....أي أنه تزوجها في ليلة مرج الصفر، وكانت أرملة ( عِكرمة بن عمرو بن هشام )أحد شهداء المسلمين في فتح الشام،...
وما إن عقد عليها حتى نادى منادي الجهاد،قالت له: لو تأخرت حتى يهزم أعداء الله..... فقال لها: إنه يشعر أن الأجل قريب، وأنه سيلقى وجه ربه في هذه الغزوة فأذنت له فدخل بها عند قنطرة قريبة، عرفت باسمها فيما بعد.
أعد البطل وليمة لأصحابه، وما إن فرغوا منها حتى أقبل الأعداء فخرج إليهم وقاتل قتال الفرسان حتى استشهد في سبيل الله.وهنا اخوتنا الكرامتحركت فيها دماء القوة والسبق للأستشهادونُصرة الدين واعلاء كلمة الله ...فلما رأت ما وقع لزوجها نزعت عمود خيمتها،وانطلقت تقاتل به، قتال الأبطال وقتلت من جنود الروم سبعة رجال،وأدخلت بشجاعتها الرعب في قلوب الأعداء،ورفعت معنويات فرسان الإسلام،حتى أحرزوا النصر المبين ....فهذه هي الصحابية العروس الجديدةوالتي تدثرت وغطت بثيابها وفي كامل زينتهاوأنطلقت بعمود من خيمتها فقتلت من الروم سبعة ...كانوا هدية زفافها الميمون ولا عجب في ذلك فأم حكيم هيابنه اخت سيف الله المسلولخالد بن الوليد.فلا نامتْ أعينُ الجبناء!حيث انتصر المسلمون انتصارًا عظيمًا، ولكن بثمن غالٍ، سقط خمسمائة شهيد من المسلمين، في مقابل خمسمائة قتيل وأسير من الروم، وجرح 4 آلاف مسلم. وهرب الجيش الروميجرَّاء ذلك الانتصار.. وكان ذلك بعد موقعة أجنادين بعشرين يوم.. في السابع عشر من جمادى الآخرة عام 13 هـ..زواجها الثالث ..ففي خضم نشاطها وسُمعتها الطيبةوجهادها وبسالتها وشجاعتها ..أُعجب بهاالخليفة الراشد عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه )فخطبها ...وأقترن بها فعاشت معه ما أراد الله لها ان تعيش في بيتاعظم خلفاء الأمة وأرفعهم عدلاً ...حتي وافتها المنية فتوفيت وهي في حالة نفاسبعد ولادتها لأبنتها فاطمة بنت عمر بن الخطابرضي الله عنه ...فأكرمها الله بالشهادة ...فهذه هي اخوتي وأخواتي الكرامالشهيدة البطلة زوجة الشهداءوقاتلة سبعة من الأعداء...فهل نستيقن ونفهم
ان الأسلام لم يهظم حق الحرائروأنه اعطاهن سِعة من الحقوق والرعاية وحرية الشخصيةالمسؤلة المحسوبة والمُقاسة بالمقاييس الأسلامية الصحيحةوالتي انضوت تحت الأحكام الشرعية ومقاصدهاوليست تحت الأحكام المستوردة المشبوهةوالتي تطلب منها....المهم الخروج والأبتذال وتحدي الرجالدون وضع قاعدة شرعية أسلامية صحيحة تنطلق منها ....كما أنطلقت هذه الصحابية الجليلة وأستبسلت وجاهدت في الله حق جهادة حتي آتاها اليقينفرضي الله عنها وأرضاها....ولتتعلم حرائرنا منهج الصالحات ...والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته